رمضانيات
الحلقة 19
زكريا عليه السلام
حلقات يكتبها سامي الشرقاوي
اجتماع عائلي حول مائدة رمضان
الجميع بانتظار آذان المغرب يرفع لوقت الصلاة والافطار
يتسامر الصائمون حول الطاولة فيبدأ كبير العائلة كلامه
قصة النبي زكريا عليه السلام
الأب: نسرد اليوم قصة زكريا عليه السلام. وهو نبي من انبياء بني إسرائيل، وقد ذكره الله مع ابنه يحيى في عداد مجموعة الانبياء عليهم السلام، فقال تعالى: (وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنْ الصَّالِحِين). ولم يذكر المؤرخون له نسباً متصلاً موثوقاً به. وكان زكريا عليه السلام ممن يخدمون في الهيكل، وقيل أن نسبه بدأ بأبيه يوحنا، ومن بعده أحد عشر أباً، حتى وصل إلى (يهوشافاط) خامس ملوك بيت المقدس من عهد أبيهم سليمان. على هذا فهو من سبط يهوذا. والله أعلم.
الأم: قبيل ميلاد المسيح عيسى كان زكريا من كبار الربانيين الذين لهم شركة في خدمة الهيكل. وكان عمران والد مريم إمامهم ورئيسهم، والكاهن الأكبر فيهم. وكانت حنَّة زوجة عمران زوجة عمران، من العابدات وكانت لا تحمل. وأما أختها إيشاع او اليصابات فكانت زوجة زكريا عليه السلام، وكانت عاقراً لا تلد.
الابنة: اليصابات اسم غريب اليس كذلك؟
الأم: عندما تعلمين انه نفس الاسم ايزابيل او اليزابث يبطل تعجبك. لقد عرّبوا الاسم او بالعكس منن يدري؟
الأب: وبعد ان لبثت حنة ثلاثين سنة لا تلد استجاب الله لدعاء عمران وحنَّة فحملت، فنذرت أن تهب ولدها لخدمة بيت المقدس، وكانت ترجو أن يكون ذكراً. (فتقبلها ربها) أي قبل مريم من أمها (بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا) اي أنشأها بخلق حسن فكانت تنبت في اليوم كما ينبت المولود في العام وآتت بها أمها الأحبار سدنة بيت المقدس فقالت: دونكم هذه النذيرة فتنافسوا فيها أنها بنت إمامهم فقال زكريا أنا أحق بها لأن خالتها عندي فقالوا لا حتى نقترع فانطلقوا وهم تسعة وعشرون إلى نهر الأردن وألقوا أقلامهم على أن من ثبت قلمه في الماء فثبت قلم زكريا فأخذها وبنى لها غرفة في المسجد بسلم لا يصعد إليها غيره وكان يأتيها بأكلها وشربها ودهنها فيجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف كما قال تعالى (وَكَفَلَهَا زَكَريَّاُ) اي جعلها تحت رعايته وكان "كلما دخل عليها زكريا المحراب" مكان اقامتها " وجد عندها رزقا" فيسألها من أين " لك هذا قالت" وهي بعد صغيرة لا تستطيع ان تسعى لرزقها، فتجيبه "هو من عند الله" وتؤكد له "إن الله يرزق من يشاء بغير حساب" أي رزقا واسعا وفيرا.
الأم: يروى والله اعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاع في ليلة لم يكن في منزله شيئا يأكله، فطاف في منازل أزواجه فلم يجد عند واحدة منهن شيئا. فأتى فاطمة فلم يجد شيئا، فلما خرج من عندها بعثت إليها جارة لها برغيفين وقطعة لحم، ففضلّت أن لا تلأكل هي واولادها وبعثت الى أبيها فرجع إليها فقالت له : بأبي وأمي قد أتى الله بشيء فخبأته لك وكشفت الحلة التي فيها الطعام فإذا هي مملوءة خبزا ولحما، فلما نظرت إليها بهتت وعرفت أنها بركة من الله، فحمدت الله وصلت على نبيه، وقدمته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما رآه حمد الله وقال : " من أين لك هذا يا بنية ؟ " فقالت يا أبت ، ( هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ) فحمد الله وقال : "الحمد لله الذي جعلك - يا بنية - شبيهة بسيدة نساء بني إسرائيل، فإنها كانت إذا رزقها الله شيئا فسئلت عنه قالت : ( هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ) فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي ثم أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكل علي، وفاطمة ، والحسن، والحسين، وجميع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته حتى شبعوا وزاد، فأوسعت على جميع الجيران.
الأب: ثم أصابت بني إسرائيل أزمة ضاق معها العيش وقل الرزق حتى لم يستطع زكريا ان يكفل مريم وحده لقلة ذات يده. فخرج على القوم فقال: تعلمون والله لقد كبرت سني وضعفت عن حمل مريم بنت عمران فأيكم يكفلها بعدي؟ قالوا : والله لقد جهدنا وأصابنا من السنة ما ترى، فتقارعوا عليها بالأقلام فخرج السهم على رجل نجار من بني إسرائيل يقال له يوسف بن يعقوب وكان ابن عم مريم فحملها، فعرفت مريم من وجهه انه بضيق وشدة من الطعام. فقالت له يا يوسف أحسن بالله الظن فإن الله سيرزقنا، فجعل يوسف يرزق بمكانها منه، فيأتيها كل يوم من كسبه بما يصلحها فإذا أدخله عليها في الكنيسة أنماه الله، فيدخل عليها زكريا فيرى عندها فضلا من الرزق، ليس بقدر ما يأتيها به يوسف، فيقول يا مريم أنى لك هذا قالت : هو من عند الله، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب .
الأم: فلما رأى ذلك زكريا هذا الرزق يأتي مريم كل يوم قال في نفسه إن الذي قدر على أن يأتي مريم بالفاكهة في غير حينها ومن غير سبب لقادر على أن يصلح زوجتي ويهب لي ولدا في غير حينه من الكبر فطمع في الولد، وذلك أن أهل بيته كانوا قد انقرضوا وكان زكريا قد شاخ ويأس من الولد. واستحكم به الطمع برحمة ربه واجالة طلبه وفي نيته ايضا إحياء نبوته بتوريث النبوة لولده. فقال تعالى : هنالك دعا زكريا ربه "قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء".
الأب: وكان زكريا يخشى ان تنتهي عصبته من بعده ويؤثر ذلن على ايمان بني اسرائيل فاراد ان يحمل ابنه من بعده رسالة الايمان " وَإِنِّي خَفَّتْ الْمَوَالِي مِنْ وَرَائِي " يكمل بنبّوته ما يوحي الله له. فاستجاب الله له ونادته الملائكة بالبشرى ان الله استجاب لدعائه وانه سيكون له ولدا كما شاء ودعا ربه بذلك. وسيكون هذا الغلام وليّا يرث عنه النبوة ويحافظ على ميراث النبوة في آل يعقوب. كما ان هذا الغلام سيكون مصدّقا بكلمة الله وسيدا وحصورا ومن الصالحين.
الابن: ماذا يعني مصدقا بكلمة الله وسيدا وحصورا؟
الأب: مصدقا بكلمة الله يعني ان سيؤمن بعيسى المسيح عليه السلام. وهو الذي قال الله فيه
(إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه). وكان يحيى فيما بعد اول من آمن بسيدنا عيسى وهو الذي عمّده في نهر الاردن. وسيدا تعني والله اعلم رائدا واماما في العلم يقصده الناس ليأخذوا عنه المعرفة. وأما حصورا فتعني والله اعلم انه يمنع نفسه عن الشهوات فلا يقع في ذنب ولا يقترف معصية.
الأم: عندما تحرك في قلب زكريا حب الذرية، وتمنى أن يهبه الله ولداً ذكراً يرث الشريعة عنه وعن العلماء الصالحين من آل يعقوب، وخشي أن يتولى أمر الرياسة الدينية في بني إسرائيل موالي من الجهلة والفساق والمتلاعبين بالدين. فدعا زكريا ربه، وناداه نداءً بصوت خافت كالخجلان، قال (قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا، وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا، يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا).
الابن: سبحان الله ماهذه البلاغة في التعبير.. وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا.
الابنة: سبحان الله الذي يروي لنا الحالة في كلمة والقصة في جملة.
الابن: وما معنى ولم أكن بدعائك رب شقيا؟
الأم: يريد ان يقول انه لا يتعب ولا يمل ولا يشقى من دعاء ربه، وانه اعتاد ان يسأل الله وعندما يجيبه اعتاد ايضا ان بكثر من الحمد والشكر لله رب العالمين.
الابنة: سبحان الله كيف يصف خجل زكريا من ربه لانه يطلب منه ان يهبه ولدا وهو يعرف انه عجوز وامرأته عاقر، ولكنه دعاه دعاء خفيا لانه لم ييأس من رحمة ربه.
الأم: لكن الله اراد ان لا تستمر معاناة زكريا فأوحى له من فوره ( يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى )
الابن: سبحان الله
الأم: (فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقاً بكلمة من الله وسيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين). يعني ان الله سيهبه ولدا اسمه يحيى، وهو الذي سيشهد بالصدق على كلمة الله المسيح عيسى ابن مريم فيما بعد، وسيكون سيدا في قومه وسيكون حصورا لا يقترف معصية ونبيا من انبياء الله الصالحين.
الأب: قال زكريا (رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنْ الْكِبَرِ عِتِيًّا). عجب زكريا من هذه الاخبار وسأل ربه كيف سيحدث هذا وهو العجوز وعنده امرأة عاقر لا تلد. (قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُنْ شَيْئًا). هكذا قضى الله وأمر لأنه هينا وسهلا عليه، وهو الذي خلق زكريا من لا شيء. فاراد زكريا ان يقعل شيء بهذه المناسبة ليعبر عن شكره لله الذي من عليه واكرمه هذا الكرم فلم يجد الا ان يسألل الله عن ماذا يجب عمله جراء تلك المناسبة. كما اراد ان يؤيده الله بإشارة من عنده كي يؤمن الناس ان الذي سيحصل هو بأمر الله وان زوجته العاقر العجوز ستلد بأمر الله لان الله اراد ذلك.
الابنة: سبحان الله انه حتى لا يريد ان يتصرف اي تصرف من تلقاء نفسه من دون مشورة الله واخذ الاذن منه!
الأم: بالطبع يا ابنتي فهذه خصال الانبياء والرسل والمؤمنين ايمانا صادقا بالله تعالى. (قَالَ رَبِّ اجْعَل لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا، فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنْ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا). فأمره الله ان يصوم عن الكلام فلا يكلّم الناس ثلاثة أيام ويسبح ربه صباحا ومساء.
الابنة: ولماذا كان هذا الامر وماذا اراد الله بذلك؟
الأم: ان الذي سيحصل هو معجزة الهية. ولكن من طبيعة الناس الشك فاراد زكريا تاييدا منن الله كي يؤمن الناس ان الذي سيحصل لزكريا وزوجته هو بفعل الله لا الناس. لذلك ربط الله لسانه ثلاثة ليال ربما والله اعلم كي لا يخطيء في الكلام. فكان يشير اشارة للناس في تلك الثلاثة ليال ان يسبحوا الله كل صبح ومساء.
الأب: بعد هذا الحادث لم يرد من أمر زكريا شيء ولا كيف عاش ولا نعرف ان كان يحيى قد ترعرع في كنفه. فلم يذكر لنا القرآن الكريم ذلك ولم يرد في الكتب السماوية الاخرى اي شيء من هذا القبيل. انما ورد في الحديث أن رسول الله "والله اعلم" ليلة أسري به رأى زكريا في السماء، فسلم عليه وقال له: "يا أبا يحيى خبرني عن قتلك كيف كان، ولم قتلك بنو إسرائيل؟" قال: "يا محمد أخبرك أن يحيى بن زكريا كان خير أهل زمانه، وكان أجملهم وأصبحهم وجها، وكان كما قال الله تعالى (وَسَيِّدا وَحَصُورا) وكان لا يحتاج إلى النساء، فهوته امرأة ملك بني إسرائيل، وكانت بغية، فأرسلت إليه وعصمه الله وامتنع يحيى وأبى عليها، فأجمعت على قتل يحيى بن زكريا، ولهم عيد يجتمعون في كل عام، وكانت سنة الملك أن يوعد ولا يخلف ولا يكذب". قال: "فخرج الملك إلى العيد فقامت امرأته فشيعته، وكان بها معجبا، ولم تكن تفعله فيما مضى، فلما أن شيعته قال الملك: سليني فما سألتني شيئا إلا أعطيتك، قالت: أريد دم يحيى بن زكريا، قال لها: سليني غيره. قالت: هو ذاك. قال: هو لك". قال: "فبعثت جلاوزتها إلى يحيى وهو في محرابه يصلي، وأنا إلى جانبه أصلي، قال: فذبح في طشت وحمل رأسه ودمه إليها". قال: فقال رسول الله: "فما بلغ من صبرك؟". قال: "ما انفتلت من صلاتي". قال: "فلما حمل رأسه إليها، فوضع بين يديها، فلما أمسوا خسف الله بالملك، وأهل بيته وحشمه، فلما أصبحوا قالت بنو إسرائيل: قد غضب إله زكريا لزكريا، فتعالوا حتى نغضب لملكنا فنقتل زكريا". قال: "فخرجوا في طلبي ليقتلوني، وجاءني النذير فهربت منهم، وإبليس أمامهم يدلهم علي، فلما تخوفت أن لا أعجزهم، عرضت لي شجرة فنادتني وقالت: إليّ إليّ، وانصدعت لي ودخلت فيها". قال: "وجاء إبليس حتى أخذ بطرف ردائي، والتأمت الشجرة وبقي طرف ردائي خارجا من الشجرة، وجاءت بنو إسرائيل فقال إبليس: أما رأيتموه دخل هذه الشجرة، هذا طرف ردائه دخلها بسحره، فقالوا: نحرق هذه الشجرة، فقال إبليس: شقوه بالمنشار شقا". قال: "فشققت مع الشجرة بالمنشار"، قال له النبي: "هل وجدت له مسا أو وجعا؟". قال: "لا، إنما وجدت ذلك الشجرة التي جعل الله روحي فيها".
الأم: وهذا سياق غريب جدا، وحديث عجيب، ورفعه منكر، وفيه ما ينكر على كل حال، ولكن لم ير في شيء من أحاديث الإسراء ذكر زكريا عليه السلام إلا في هذا الحديث. اما في المسيحية، فزكريا هو والد القديس يوحنا المعمدان وليس بنبي بل هو رجل بار وصالح عامل بجميع وصايا الرب وأحكامه. فبينما كان يأدي نوبة فرقته جاءت عليه القرعة جريا على عادات اليهود، ليدخل يبخر هيكل الرب "فظهر له ملاك الرب واقفًا عن يمين مذبح البخور، فلما رآه زكريا اضطرب ووقع عليه خوف فقال له الملاك: "لا تخف يا زكريا لأن طلباتك قد سمعت وامرأتك إليصابات ستلد لك ابنا وتسميه يوحنا, ويكون لك فرح وابتهاج وكثيرون سيفرحون بولادته".
الأب: ينتهي نسب النبي زكريا عليه السلام إلى يعقوب بن إسحاق عليهما السلام. وكان عهد النبي زكريا قريب بعهد النبي عيسى عليه السلام؛ يدل على ذلك قوله عز وجل في قصة مريم أم عيسى عليهما السلام: {وكفلها زكريا}. وقد ورد اسم النبي زكريا في القرآن الكريم في سبعة مواضع. ووردت أحداث قصته في ثلاث سور قرآنية، هي: سورة آل عمران، وسورة مريم، وسورة الأنبياء. وجاءت هذه القصة مفصلة في سورة مريم أكثر من السورتين الأخريين.
الأم: هذه القصة تفيدنا ان من يلجأ الى الله بقلب صاف سليم وايمان ثابت لا يلين لا بد ان يجبر الله خاطره ويجيبه سؤاله ويرزقه الذرية الصالحة، والأولاد الراشدين، الذين يخلصون عبادتهم لله، ويبذلون أموالهم وأنفسهم من أجل إعلاء كلمة الحق، ونشر الفضائل، ونبذ الرذائل.
الأب: والى الغد ان شاء الله مع قصة السيدة مريم البتول التي سنسرجها قبل قصة سيدنا يحيى لارنباط احداثها ومولدها ايضا بمولد سيدنا يحيى عليه السلام.
سامي الشرقاوي
سامي الشرقاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق