الأحد، 25 ديسمبر 2016

22 قصة الخُضر

رمضانيات
حلقات يكتبها سامي الشرقاوي
الحلقة الثانية والعشرون
الخضر

اجتماع عائلي حول مائدة رمضان
الجميع بانتظار آذان المغرب يرفع لوقت الصلاة والافطار
يتسامر الصائمون حول الطاولة فيبدأ كبير العائلة كلامه

قصة الخضر

الأب: قبل ان نقص قصة سيدنا عيسى عليه السلام، سنأتي اليوم على سرد ما وقع من اخبار ومعلومات عن شخصية يقال انها لازمت الانبياء بأمر من الله لتقوم بهمات خاصة للتوجيه والتعليم وما غير ذلك والله اعلم. وجاء اسمه في القرآن الكريم بالعبد الصالح، وعند اليهود اسمه الياهو النبي، وعند المسيحيين مار جريس، وله قصة مشهورة وصورة متداولة وهو يقتل ألتنين. وله حوالي سبعون مقاما في منطقة الشرق الأوسط لكثرة تجواله وتنقله.

الأم: وقد اختلف العلماء في اسم الخضر ونسبه ، ونبوته ، وحياته وما زال ذلك كله مبهما حتى  الآن ولم يستطع احد ان يؤكّد كل ما ذكر عن هذه الشخصية الا انها شخصية حقيقية موجودة تكلّم عنها الانبياء والرسل وأكّدوا وجودها.

الأب: قيل إنه الخضر بن آدم ومن صلبه، وان اسمه خضرون بن قابيل بن آدم. وهو حاضر في كل اوان وزمان الى ان يظهر المسيح الدجال فيكذّبه ويفضحه ثم يموت والله اعلم. وقيل ان آدم أنبأ بنيه قبل موته أن الطوفان سيقع بالناس، وأوصاهم إذا كان ذلك أن يحملوا جسده معهم في السفينة، وأن يدفنوه في مكان عينه لهم، واخبرهم ان من يدفنه من اولاده سيكون له طول العمر ويخلد في الارض الى نهاية الزمان. فلما كان الطوفان حملوه معهم، فلما هبطوا إلى الأرض، أمر نوح بنيه أن يذهبوا ببدنه فيدفنوه حيث أوصى. فهابوا المسير الى ذلك المكان لوحشة الارض ووعورتها، الاّ الخضر فتولى دفنه، وأنجز الله ما وعده، لذلك فهو يحيى إلى ما شاء الله له أن يحيى والله اعلم.

الأم: وقيل غير ذلك في اسمه ونسبه انما كل هذا غير موثّق ولا دليل على صحته. فقد نقل عن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال أخي موسى : يا رب. ذكر كلمة، فأتاه الخضر وهو فتى طيب الريح حسن بياض الثياب، فقال : السلام عليك ورحمة الله يا موسى بن عمران، إن ربك يقرأ عليك السلام. قال موسى أريد أن توصيني بوصية ، ينفعني الله بها بعدك . فقال الخضر : يا طالب العلم إن القائل أقل ملالة من المستمع ، فلا تمل جلساءك إذا حدثتهم، واعلم أن قلبك وعاء فانظر ماذا تحشو به وعاءك؟ واعزف عن الدنيا وأنبذها وراءك ، فإنها ليست لك بدار، ولا لك فيها محل قرار. وإنما جعلت حوضا للعباد، للتزود منها ليوم المعاد. وروض نفسك على الصبر وتخلص من الإثم. يا موسى تفرغ للعلم إن كنت تريده فإنما العلم لمن تفرغ له. ولا تكن مكثارا بالمنطق مهدارا فإن كثرة المنطق تشين العلماء ولكن عليك بالاقتصاد. وأعرض عن الجهال وباطلهم فإذا شتمك الجاهل فاسكت عنه. لا تفتحن بابا لا تدري ما غلقه، ولا تغلقن بابا لا تدري ما فتحه. يا ابن عمران من لا تنتهي من الدنيا نهمته ولا تنقضي منها رغبته فكيف يكون عابدا؟! ومن يحقر حاله ويتهم الله فيما قضى له فكيف يكون زاهدا؟! يا موسى تعلم ما تعلمت لتعمل به، ولا تعلمه لتحدث به، فيكون عليك بواره ولغيرك نوره. يا موسى اجعل الزهد والتقوى لباسك والعلم والذكر كلامك، واستكثر من الحسنات فإنك مصيب السيئات. واعمل خيرا فإنك لا بد عامل سوءا. قد وعظت إن حفظت قال : فتولى الخضر ، وبقي موسى محزونا مكروبا يبكي. والله اعلم صحة هذا الحديث؟

الأب: عن أنس بن مالك ، قال : لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحدق به أصحابه، فبكوا حوله، ودخل رجل أشهب اللحية جسيم، صبيح، فتخطى رقابهم، فبكى ثم التفت إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن في الله عزاء من كل مصيبة، وعوضا من كل فائت، وخلفا من كل هالك، فإلى الله فأنيبوا، وإليه فارغبوا، ونظره إليكم في البلاء فانظروا ، فإن المصاب من لم يجبر. ثم انصرف.  فقال بعضهم لبعض أتعرفون الرجل؟ فقال أبو بكر وعلي : نعم هذا أخو رسول الله صلى الله عليه وسلم، الخضر عليه السلام. والله اعلم


الأم: وروي عن علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه، قال دخلت الطواف في بعض الليل، فإذا أنا برجل متعلق بأستار الكعبة، وهو يقول: يا من لا يمنعه سمع عن سمع، ويا من لا تغلطه المسائل، ويا من لا يبرمه إلحاح الملحين، ولا مسألة السائلين، ارزقني برد عفوك، وحلاوة رحمتك. قال : فقلت: أعد علي ما قلت . فقال لي: أوسمعته؟ قلت : نعم. فقال لي: والذي نفس الخضر بيده لا يقولها عبد خلف صلاة مكتوبة إلا غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر، وورق الشجر، وعدد النجوم لغفرها الله له. وقيل ايضا عنه رضي الله عنه وكرم وجهه انه قال والله اعلم يجتمع كل يوم بعرفات جبريل، وميكائيل، وإسرافيل والخضر. وقيل ايضا والله اعلم ان الياس عليه السلام والخضر اخوان وهما يصومان شهر رمضان في بيت المقدس، ويحجان في كل سنة، ويشربان من ماء زمزم شربة واحدة تكفيهما إلى مثلها من قابل.


الأب: وأما ألقابه (الخضر) و (العالم) و(العبد الصالح) واشتهر بالخضر. ويذكر بعض المؤرخين قصة نشأة الخضر اعتمادا على روايات تاريخية مذكورة في كتبهم، فقالوا ان الخضر كان ابن ملك عظيم من ملوك ذلك الزمان اسمه (ملكان) وكان لهذا الملك سيرة حسنة في اهل مملكته، ولم يكن لديه ولد غير الخضر، فسلمه الى المؤدب ليعلمه ويؤدبه، فكان الخضر يأتي اليه كل يوم، فيجد في الطريق رجلا عابدا ناسكا، فيجلس عنده ويتعلم منه حتى نشأ منقطعا لعبادة الله عز وجل في غرفة خاصة به في قصر ابيه ملكان. والله اعلم. أما هل هو حى أو ميت، فقد اختلفوا فى ذلك فمنهم من قال إنه حى موجود بين أظهرنا الآن وهذا الرأى متفق عليه عند الصوفية وجمهور العلماء. والثابت فى القراَن أنه عبد من عباد الله آتاه الله رحمة وعلما من عنده، لكن هذا العبد يحتمل أن يكون نبيا ويحتمل أن يكون وليا أو رجلا صالحا. والثابت من الحديث أن لقبه الخضر، ولم يرد نص صريح فى كونه مات أو ما زال حيا، أو أن له لقاء آت مع بعض الأنبياء أو الأولياء، أو أنه يلقى السلام على بعض الناس فيردون عليه التحية . كل ذلك ليس له دليل يعتد به.

الأم: إن قصة سيدنا موسى في سورة الكهف تتعلق بعلم ليس هو علمنا القائم على الأسباب. وليس هو علم الأنبياء القائم على الوحي. إنما نحن أمام علم من طبيعة غامضة أشد الغموض. علم القدر الأعلى، وذلك علم أسدلت عليه الأستار الكثيفة. مكان اللقاء مجهول، وزمان اللقاء غير معروف هو الآخر. مع عبد غير معروف وصفه الله تعالى أنّهُ (عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا). أمّا المثير في هذه القصة انه برغم ان الله خص نبيه الكريم موسى عليه السلام بأمور كثيرة. فهو كليم الله عز وجل، وأحد أولي العزم من الرسل، وصاحب معجزة العصا واليد، والنبي الذي أنزلت عليه التوراة دون واسطة، وإنما كلمه الله تكليما، نرى هذا النبي العظيم يتحول إلى طالب علم متواضع يحتمل أستاذه ليتعلم. فمن يكون هذا العبد الذي يتجاوز السياق القرآني اسمه. لذلك فهو يظلّ مجهولا وإن جاء في بعض الحديث أنه هو الخضر عليه السلام، وأن الفتى هو يوشع بن نون.

الأب: كشف العبد الرباني لموسى شيئين في الوقت نفسه.. كشف له أن علمه محدود.. كما كشف له أن كثيرا من المصائب التي تقع على الأرض تخفي في ردائها الأسود الكئيب رحمة عظمى. وأن ظاهر الأشياء يختلف عن باطنها. ثم ينفض الرجل يده من الأمر. فهي رحمة الله التي اقتضت هذا التصرف. وهو أمر الله لا أمره. فقد أطلعه على الغيب في هذه المسألة وفيما قبلها، ووجهه إلى التصرف فيها وفق ما أطلعه عليه من غيبه. ثم اختفى في المجهول كما خرج من المجهول.

الأم: يرى كثير من الصوفية أن هذا العبد الرباني ولي من أولياء الله تعالى، أطلعه الله على جزء من علمه اللدني بغير أسباب انتقال العلم المعروفة. ويرى بعض العلماء أن هذا العبد الصالح كان نبيا.
ولعل هذا الغموض حول شخصه الكريم جاء متعمدا، ليخدم الهدف الأصلي للقصة.

الأب: امّا عند الاخوة المسيحيين فالخضر هو القديس جرجس أو مار جرجس ويسمى أيضاً جاورجيوس أو جريس أو جورج أوجرجة في العربية الفصحى. وهو قديس حسب معظم الكنائس الشرقية والغربية وهو واحد من الأربعة عشر مساعد حسب الطائفة الكاثوليكية، ولد في مدينة اللد بفلسطين. يحتفل به يوم 23 أبريل نيسان من كل عام. ومعنى اسمه الزارع أو الفلاّح. وأصبح التعبير السرياني مار جرجس هو الأكثر سائداً بين الشعب القبطى في الاستعمال الكنسي، وخاصة في الكنائس العربية والشرقية. ويقال انه أمير الشهداء:وهو أشهر لقب للقديس وتقول الرواية ان السيد المسيح أعطاه هذا الاسم. وهو اللقب الشعبي المعروف به القديس بين أقباط مصر.

الأم: ومار جرجس الاسطورة هو قاتل التنين وتقول الأسطورة انه في مدينة اللد في فلسطين كان هناك تنين بنى عشه في مدخل نبع للماء. وكان السكان المحليين يحاولون إخراج التنين من عشه لكي يستقوا من مياه النبع حيث كان المصدر الرئيس للماء في المدينة. ولكي يخرجو التنين كانوا يوميا يضعون له خروفا كغذاء، وعندما نفذت الخراف كانوا يضحون بشخص مختار بالقرعة. وحدث انه كانت الضحية أميرة محلية، وحينها صدف أن القديس جرجس يمر بالحادث حيث يقوم بمقاتلة التنين، ثم يتغلب على التنين ويقتله محررا الأميرة.

الأب: وهناك قصص وروايات أخرى تعود للعصور الوسطى والتي أساسها اساطير اغريقية ويونانية قديمة. حيث أضحت هذه القصة مرافقة للقديس وترمز له في لوحات أيقونية وتماثيل. إيقونة القديس والتنين تعتبر رمز وطني لبلدان عدة ممن يعتبرون القديس جرجس شفيع الدولة أو المدينة حسب التراث المحلي المسيحي. كما يُعتبر القديس جاورجيوس شفيعا لكثير من الجيوش في أنحاء العالم وكثير من الجيوش تمتلك أوسمة باسم القديس جاورجيوس تُعطى لمن يتفانى في خدمة البلاد والجيش. ولعل التفسير الأدق للتنين في أيقونة مارجرجس هو الشيطان الذي يسحقه القديس وأما الأميرة التي تظهر في الصورة فهي زوجة الإمبراطور دقلديانوس التي إعتنقت المسيحية وأمر دقلديانوس بقطع رأسها. وهذا تفسير رمزي لقصة يفترض انها واقعية! والله اعلم

الأم: يعتبر مار جرجيس أو الخضر باللهجة المحلية الفلسطينية شفيعا للعديد من المدن والبلدات مثل عكا وبيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور، حيث يستطيع المار في بيت لحم أن يرى تماثيله ومنحوتاته وأيقوناته تملاء البيوت والشوارع والمحالات وجميع الأمكنة، ويحظى الخضر بإجلال المسلمين في فلسطين. وتحمل إسمه عدة كنائس في المنطقة مثل كنيسة برقين في جنين و كنيسة الخضر في السلط.

الأب:  في بريطانيا 152 قرية باسمه وتنقش صورته على الجنيه الجنيه الذهب، وتحتفل بريطانيا بذكرى استشهاده في 23 ابريل من كل عام. كما يطلق اسمه على بعض المؤسسات التجارية والمحلات العامة والمدارس والملاجئ. وكثير من ملوك بريطانيا أتخذوا اسمه لأنفسهم تبركأً به مثل جورج الأول والثانى والثالث والرابع والخامس والسادس.

الأم: وفي بيروت عاصمة لبنان  كنائس عديدة باسمه. وهناك خليج يسمة مار جرجس أو خليج الخضر التي تجثم عليه مدينة بيروت. وفي سوريا: يوجد العديد من الكنائس تحمل اسم القديس مار جرجس واشهرها كنيسة في بلدة ازرع في جنوب سوريا بمحافظة درعا. والتي يعود تاريخها إلى حوالي 515 ميلادي.ويعتبر اسم جورج أو جريس من الأسماء الشعبية عند المسيحين في سوريا وبلاد الشام.

الأب: وهكذا في إيطاليا وفي فرنسا وفي النمسا وفي روسيا حيث اختير ليكون شفيعا لروسيا الفدرالية، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. وفي اليونان : يكرمونه أعظم إكرام، ويلقبونه بالظافر أو حامل علامة النصر، كما يصفونه بالشهيد العظيم. ويقول اليهود انه هو نفسه النبي الياس ومقامه موجود الآن في مدينة حيفا بفلسطين؟

الأم: والخضر اصبح مادة خصبة لحكايات واساطير اهل زمان كلهاا مستقاة مما تواردته قصص الاديان. وكل هذه القصص هي بقصد ضخ الايمان والبركة في القلوب حتى اصبح صار الخضر حالة قدسية لها حضورها الروحاني كلّما حضرت انتشرت الرائحة الطيّلة في المكان وانتشت القلوب بالايمان وتفائلت النفوس بالامل. ويقال انه عادة ما يأتي في المنام ويحضر للمساعدة. ويؤمن كثير من الناس ان الخضر يختار كل يوم شخصا يصلي الى جانبه، ويعلم هذا الشخص بذلك حين يشم رائحة طيبة عفت المكان لا يشمها غيره من المصلين اذا كانت صلاته مع جماعة ولا غيره من الحاضرين في المنزل او مكان الصلاة.

الأب: يقول الامام الرضا ان الخضر عليه السلام شرب من ماء الحياة فهو حي لا يموت حتى ينفخ في الصور وانه ليأتينا ويسلم علينا فنسمع صوته ولا نرى شخصه. وانه ليحضر المواسم فيقضي جميع المناسك ويقف بعرفة فيؤمن على دعاء المؤمنين ويؤنس به الله وحشة قائمنا. وأنه ما أتاه مهموم ولا مغموم الا وفرج الله عنه. ويعتقد بعض المتصوفة أنه مازال حياً، وأن الكثير من الكرامات تحدث عن طريقه في ميدان الحياة الدنيا الآن، وأن الاجتماع بالخضر هو من أعظم الكرامات، ولا يجتمع به إلا القليل من أكابر الأولياء.

الأم: وتحتفل الطائفة الدرزية الكريمة في فلسطين وجبل الجولان في سوريا بالخضر ويعتبرونه من اصحاب القداسة والكرامات. وللخضر في فلسطين مقامات عديدة متوزعة في كافة البلاد ويعتقدون انها اماكن استراحة قصيرة يتوقف عندها الخضر من حين لآخر. ويكنى عندهم بأبي ابراهيم وهو رمز الشجاعة. كما يعتقد دروز فلسطين ومعظم اهلها ان الخضرة الوافرة في ارض فلسطين مرجعها الى الآف السنين حيث كان الخضر يدوس بأقدامه المباركة عليها ويتجول فيها. فكانت تخضّر الأرض من حوله ولذلك لُقب بالخضر. وكانت الينابيع تتفجر ببركاته وكراماته، وتصبح المياه عذبة ً لعذوبة أنفاسه. ويؤمنون انه هو الذي ذكره الله تعالى في كتابه العزيز في سورة الكهف وشهد له بالعِلم أللدني من عند الله تعالى (أي علم الغيب)، لذلك فباعتقادهم انه إذا كانت علومه غيبية فيضية من عند رب العالمين فلا شك أنه بارك بلادهم، فاستطابت خيراتها ثمارنا ببركاته وأنفاسه الطاهرة.

الأب: كما قيل عنه بأنه شابٌ مليح، حسن الزي حلو الشمائل وطيب الريح، ولد باليمن واسمه بليا، ولُقب بالخضر لاخضرار الأرض حوله إذا جلس يُصلي. اشتهر متعبداً في جزيرة الأندلس وكان وزيراً للإسكندر التبعي الذي ظهر في أخر شريعة إبراهيم عليه السلام وكان يدعو الناس إلى شهادة "لا إله إلا الله إبراهيم خليل الله"، وكان للمعجزات التي أظهرها السيد الخضر أثر كبير في انتصارات الملك الإسكندر. وقيل، إنه شرب من ماء الحياة حتى طال عمره فلحق موسى ناطقا. والله اعلم.

الأم: ونختم حديثنا عن الخضر بما نسب الى الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه وكرم وجهه انه قال في حديث النورانية  " يا سلمان، قال اللَّه سبحانه: ( يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ)، ولا يعطي هذا الروح إلّا من فوّض إليه الأمر والقدر. أنا حملت نوحاً في السفينة، أنا صاحب يونس في بطن الحوت، وأنا الذي حاورت موسى في البحر، وأهلكت القرون الأولى. أعطيتُ علم الأنبياء والأوصياء، وفصل الخطاب. أنا الخضر معلِّم موسى، أنا معلم داود وسليمان، أنا ذو القرنين، أنا المنادي من مكان بعيد، أنا دابة الأرض، أنا كما يقول لي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم: أنت يا علي ذو قرنيها، وكلا طرفيها، ولك الآخرة والأولى. يا سلمان إن ميّتنا إذا مات لم يمت، ومقتولنا لم يقتل، وغائبنا إذا غاب لم يغب، ولا نلد ولا نولد في البطون، ولا يقاس بنا أحد من الناس، أنا تكلّمت على لسان عيسى في المهد، أنا أنقلب في الصور كيف شاء اللَّه، من رآهم فقد رآني، ومن رآني فقد رآهم، ونحن في الحقيقة نور اللَّه الذي لا يزول ولا يتغيّر.
والله أعلم

الأب: بهذا ننهي حديثنا اليوم غن الخضر ولنا لقاء في الغد ان شاء الله تعالى مع قصة سيدنا المسيح عيسى بن مريم عليه السلام نبي الله وكلمته.

سامي الشرقاوي

ليست هناك تعليقات: