الأحد، 25 ديسمبر 2016

7 قصة إبراهيم عليه الصلاة السلام


رمضانيات
حلقات يكتبها سامي الشرقاوي
الحلقة السابعة
إبراهيم عليه الصلاة السلام

اجتماع عائلي حول مائدة رمضان
الجميع بانتظار آذان المغرب يرفع لوقت الصلاة والافطار
يتسامر الصائمون حول الطاولة فيبدأ كبير العائلة كلامه


الأب:  كما أنّ آدم هو أبو البشر فإن سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام هو أبو الانبياء. وهو شخصية بارزة في الديانات الإسلامية والمسيحية واليهودية. وردت سيرة حياته في سفر التكوين وفي القرآن. كما تُسمّى العقائد الإسلامية والمسيحية واليهودية بالديانات الأبراهيمية لأن اعتقاداتهم كانت متأثرة بدوره عليه الصلاة والسلام.

الأم: يَعتَبر اليهود والمسيحيون أن إبراهيم هو أبو شعب إسرائيل وأنّ ابنه اسحق هو الابن الذي قدّمه لله كذبيحة بحسب اعتقادهم. غير أن المسلمين يعتبرون أن ابنه اسماعيل هو الضحية. كما يؤمن المسلمون بأن النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم هو من نسل الأبن البكر لإبراهيم الذي هو إسماعيل.

الأب: ورد في القرآن الكريم انه إبراهيم بن آزر كما ويذكر القرآن قصته مع قومه حيث دعاهم إلى ترك عبادة الأصنام وعبادة الله وحده، فأبوا محتجين بتمسكهم بدين آبائهم، لكن إبراهيم كسر أصنامهم باستثناء أكبر تلك الأصنام أثناء غيابهم.

الأم: وعندما اكتشفوا ذلك قرّروا حرقه في النار إلا أن مشيئة الله جعلت من النار برداً وسلاما عليه. ثم هاجر إبراهيم إلى فلسطين وسكن قرب قرية "أربع" وهي مدينة كنعانية في المكان الذي شُيّدت فيه فيما بعد مدينة الخليل، وفيها الحرم الإبراهيمي الذي يُعتقد أنه مدفون فيه. وإبراهيم تزوّج هاجر وأنجبت له إسماعيل، أما سارة فأنجبت له اسحاق، وكلاهما من الأنبياء.

الأب: ويذكر القرآن الكريم أن إبراهيم رأى في المنام أنه يذبح ابنه ولأن رؤيا الأنبياء تُعتبر وحياً لم يتردد إبراهيم وكذلك ابنه في تنفيذ هذا الأمر فما كان من الله إلاّ أن افتداه بكبش. ويعتبر المسلمون أن منسك تقديم الأضاحي في عيد الأضحى مستمّد من هذه القصة.

الأم: بالإضافة لذلك فقد أخبر الله إبراهيم انه سيدمّر مدن قوم لوط - لان أكثر أهلها من الرجال كانوا يشتهون بعضهم البعض على النساء، كما علمنا بالأمس من قصة سيدنا لوط عليه السلام.

الأب: سأل إبراهيم ربّه أن يهبه ولدا صالحا، وذلك عندما هاجر من بلاد قومه، فبشّره بإسماعيل، الذي ولد من هاجر، وكان في السادسة والثمانين من عمره، وإسماعيل هو أول ولد لإبراهيم وهو الولد البكر يقول الله : عز وجل "وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين، ربّ هب لي من الصالحين، فبشّرناه بغلام حليم"

الأم: لكن ابراهيم رأى بعد فترة في المنام أن الله عز وجل يأمره أن يذبح ولده، ومعلوم أن رؤيا الأنبياء وحي: يقول الله تعالى (فلما بلغ معه السّعى قال يابنيّ إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت إفعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين).

الإبنة: هذا امتحان ثاني لسيدنا ابراهيم بعد أن أمره الله بتركه طفلا رضيعا هو وأمه في صحراء مكة، أليس كذلك؟

الأب: صحيح. إنه لأمر عظيم، واختبار صعب، فإسماعيل هذا الولد العزيز البكر، والذي جاءه على كبر، سوف يفقده بعدما أمره الله عز وجل أن يتركه مع أمه السيدة هاجر، في واد قفر لا يوجد فيه اي انسان، وهو الآن يأمره مرة أخرى أن يذبحه ولكنّ إبراهيم لم يتردد بتنفيذ أمر الله وهم بذبح ابنه.

الإبن: ولكن يجب أن لا ننكر أيضا شجاعة اسماعيل وعميق ايمانه وثقته الكبيرة بوالده.

الأم: طبعا لأن ابراهيم عندما خاطب ابنه إسماعيل، وعرض الأمر عليه، لأنه لم يرد أن يذبحه قسرا، فماذا كان ردّ الغلام إسماعيل (قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين) وهذا يدل على مدى صلابة ايمان اسماعيل بالله تعالى وثقته المطلقة بأبيه ابراهيم إنه نبي يوحى اليه واقتناعه الذي لا يرقى اليه شك ان يطيع امر الله.

الإبنة: لا بد أن سيدنا اسماعيل كان شابا يانعا في ذلك الوقت حتى يأتي بهذا الجواب.

الأم: يجوز انه كان في مقتبل العقد الاول من العمر لقوله تعالى (فلما بلغ معه السعي) والله أعلم. ولا تنسى انه ابن نبي والله جعله نبيا ايضا ويوحي اليه كما يوحي الى سائر الانبياء.

الأب: ولما حانت اللحظة الحاسمة بعد أن عزم إبراهيم على ذبح ابنه، انقيادا لأمر الله عز وجل، أضجعه على الأرض كما تضجع الخراف، والتصق جبين إسماعيل بالأرض، وهمّ إبراهيم أن يذبح ابنه ( فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ- وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ - قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ - إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ - وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ).

الإبنة: وكأن هذه الصورة لفيلم تشويقي. صورة تشويقية وضع فيها الله كل عناصر الاثارة والتشويق، فما أن وصل حد السكين الى عنق اسماعيل حتى تدخّل الله وفداه بذبح عظيم. سبحان الله.

الإبن: سبحان ربي العظيم.

الأم: ولكنّ السكين لم تقطع، بإرادة الله عز وجل، عندها فداه الله عز وجل بكبش عظيم. وهكذا أصبحت الأضحية سنّة إبراهيم، سنّة للمسلمين كافة. يؤدونها فريضة أيام الحج لمنن استطاع اليه سبيلا.

الأب: يركّز القرآن الكريم على النواحي الفكرية عند إبراهيم وفلسفته ويظهره انه يتمتع بعقلانية فريدة لم تكن شائعة في ذلك العصر. فعندما نقرأ في سورة الانعام (فلما جنّ عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين ، فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهديني ربي لأكونن من القوم الظالمين ، فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم أني بريء مما تشركون، أنني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين ) نلمس فلسفة إبراهيم في البحث بشكل عقلاني عن خالق للوجود، ربما هو بدأ فيها بالتأمل وأتى من بعده فلاسفة عمالقة في المشرق والمغرب ليتابعوا تلك التأملات ويوصلوا الينا الفكر العلمي عن الخلق والوجود.

الإبنة: يعني انهم نقلوا عنه تأملاتهم في الكون واسرار الحياة.

الأم: يجوز والله أعلم، فقد كان سيدنا ابراهيم كثير التأمل، وصاحب حجة في النقاش وسنأتي على ذكر ذلك انشاء الله بعد قليل.

الإبن: ولماذا يسمّى خليل الله؟

الأم: الخليل لغويا هو الصديق والرفيق والصاحب. وقيل أن هذا اللقب لازمه من شدة تقربه الى الله وقبول الله لهذا التقرب. وهو الذي لا يمل ّ من ذكر الله والدعاء اليه.

الأب: وكان الله يحب ان يُري ابراهيم ما يطمئن قلبه (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين). وكان يحاوره كالاصدقاء (وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي).

الأم: كما كان سيدنا ابراهيم الخليل كثير الدعاء بدليل قوله تعالى (أوّاه حليم) ومن ادعيته: (ولا تخزني يوم يبعثون). وحين ألقي في النار: (حسبي الله ونعم الوكيل) . (واجعل لي لسان صدق في الآخرين). (واجنبني وبني أن نعبد الأصنام). (واجعلني من ورثة جنة النعيم) . (رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَدًا آمِنًا) (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ)

الأب: ويجب أن لا ننسى دعاءه الشهير حين بنى الكعبة ورفع قواعدها (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ)
فكيف لا يكون خليل الله وله كلّ هذه المنّة على الله بكثرة الدعاء، والله لا يبخل عليه بالاستجابة وارضائه الى أقصى الحدود.

الأم: كان دعاء سيدنا ابراهيم عند الله لا يُرَدّ، الى درجة أن دعاءه في بعض الاحيان، يغيّر أقدارا ويكتب تاريخا ويشكّل مجتمعات وحضارات. فلم يكتف الله بأن جعل مكة حيث ترك ابراهيم ولده وأم ولده فيها، بلدا آمنا فقط حينها بأن أمّنهم من كل مكروه، بل امتدّ أمان مكة الى يومنا هذا وستبقى أم القرى آمنة انشاء الله الى يوم الدين.

الأب: واستجاب الله لخليله فجعل الناس تأوي اليهم وما زال الناس يأتون من كل فج عميق لزيارة مكة والحج فيها، فكثرت فيها الخيرات من وقت أن فجّر اسماعيل ماء زمزم من قلب الصحراء القاحلة بإذن ربّه الى أن أظهرت الارض ما يختزن في باطنها من نفط وغاز وما هنالك من معادن جعلت الجزيرة العربية كلها من أغنى الاراضي على كوكب الارض.

الأم: واستجاب الله أيضا وأيضا لخليله، فجعل من ذريته أمّة مسلمة لله، مؤمنة، وتعاقبت ذرية ابراهيم على النبوة وتبليغ رسالات الله، الى أن ختم الله ذلك ببعث نبيه المصطفى خاتم الانبياء، اختاره من قلب أمّته ليتلو عليهم القرآن ويعلّمهم شرائع الله ويهديهم الى الهدى والحق، فيشرح بذلك صدر خليله ويطمئن قلبه ويجبر خاطره.

الإبنة: يا سبحان الله لقد وضع سيدنا ابراهيم في أدعيته خططا نفّذها له الله تعالى كلها فعمّر الارض بابراهيم وذريته الذين بدأوا التاريخ وأسسوا الحضارات.

الأم: وقد اتخذه الله خليلا له لان فيه كل صفات الصاحب التي ذكرناها، فهو الذي أراه الله ملكوته لانه صاحبه، وهو الذي انجاه من النار لانه صاحبه، وهو الذي امر الملائكة ان يعلموه بما سيحصل لقوم لوط لانه صاحبه، وهو الذي جعل من سلالته الانبياء والرسل لانه صاحبه... أرأيتم صاحبا مثل هذا الصاحب؟

الأب: حتى انه يقال ان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سأل الله معاتبا والله أعلم: لقد جعلت موسى كليمك وابراهيم خليلك وعيسة من روحك، وأنا ماذا يا رب العالمين، فقال الله له: أما أنت يا محمد فإنّك حبيبي.

الإبنة: الله أكبر، اللهم صلّي وسلم عليك يا رسول الله يا حبيب الله.

الأب: روي أن ابراهيم عليه السلام هاجر ومن معه من أصحابه المؤمنين من بابل بالعراق الى القدس بفلسطين، وفي الطريق مرّ على مصر، وبها فرعون من الفراعنة الأوائل كان اسمه سنان بن علوان بن عبيد بن عولج بن "عملاق" بن لاوذ بن سام بن نوح..
وكان مع ابراهيم زوجته سارة  وابن أخيه لوط عليه السلام .. وكانت سارة من أجمل النساء وأحسنهم، ولا تعصي إبراهيم بشيء ابدا، ولذلك أكرمها الله عزّ وجل.. فلمّا وُصف جمالها لفرعون ، أرسل إلى إبراهيم، فقال: "من هذه المرأة التي معك"؟؟ قال: "هي أختي"، وتخوّف إبراهيم إن قال هي أمرأتي أن يقتله عنها..

الأم: فقال لإبراهيم: "زيّنها ثم أرسلها إليّ حتى أنظر إليها" !! فرجع إبراهيم إلى سارة وأمرها فتهيّأت للذهاب، ثم أرسلها إليه .. وكان ابراهيم يعلم بأنّ الله الذي انقذه من النار سينقذ له زوجته المؤمنة الصالحة. فقال لها اذهبي فإن الله لا يتركنا.

الإبن: سبحان الله!!

الأم: فأقبلت سارة حتى دخلت على فرعون.. فلمّا قعدت تناولها بيده، فيبست يده إلى صدره.. فلما رأى ذلك أعظم أمرها، وقال: "ادعي الله أن يطلق عني، فوالله لا أريبك ، ولأُحسن إليك"..
فقالت: "اللهمّ إن كان صادقا فأطلق يده!! فأطلق الله يده، فردّها إلى إبراهيم، ووهب لها هاجر جارية كانت له.

الإبنة: يا حبيبي يا الله.

الأم: وهبت سارة جاريتها الجديدة هاجر لإبراهيم وقالت‏:‏ "إني أراها امرأة ولاّدة فخذها لعلّ اللّه يرزقك منها ولدًا" !! ثم ولدت له إسماعيل وكانت سارة في تلك الفترة قد مُنعت الولد، ثم رزقها الله تعالى بنبي الله إسحق أصل أنبياء بني إسرائيل..‏.‏

الإبن: وماذا حصل بعد ذلك؟

الأب: فبل ان نسترسل سنتوقف قليلا عند قول الله تعالى وهو يخاطب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) وعندما أمر الله عباده بإتباع ابراهيم في قوله : (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ). وفي ثنائه سبحانه على المؤمنين في قوله : (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً).

الأم: تفيدنا هذه الآيات بالقيمة الاستثنائية التي وهبها الله لابراهيم، بأن جعله أساسا في العبادة حتى أنه أمر خاتم النبيين وكل المؤمنين أن يتّبعوا فكر ابراهيم وشريعته الدينية.

الإبنة: وماذا يعني هذا يا والدي، وسيدنا محمد هو من بعثه الله بدين الاسلام؟

الأب: أجل وكذلك كان سيدنا ابراهيم فهو أول المسلمين. وصدق ذلك في قوله تعالى ( إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين) لذلك نجد أن الله أمر نبينا وسيدنا محمد أن يتبع ملة ابراهيم وهي الاسلام الحنيف. وقوله تعالى (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ)

الإبن: وما معنى حنيفا؟

الأب: الحنيف في اللغة هو الميل عن الاعوجاج بمعنى رفض الاعوجاج والميل الى الاستقامة. وهكذا كان سيدنا ابراهيم حين رفض عبادة الاوثان ومال الى عبادة الله الواحد أحد. فوصفه الله بالحنيف ووصف ملّته بالحنيفية وأمر نبيّه محمد أن يتبع ملّة ابراهيم الذي سمّاه بالحنيف المسلم، وقد افتخر سيدنا ابراهيم أن يكون أول المسلمين.

الأم: ونجد في القرآن الكريم ما يربو على سبعين آية في ذكر ابراهيم عليه السلام امتازت بامتيازات عديدة منها ذكر صفاته الحميدة، وبراءته من الشرك وتوحيده رب العالمين،( قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ)، (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً)، ( فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ)،  وقوله : (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ  حَنِيْفاً) وقوله : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا).

الإبنة: وما معنى أواه حليم؟

الأم: الاوّاه هو الذي يكثر من الدعاء والاستغفار. والحليم الصابر الذي لا يتسرّع في ردة الفعل.

الأب: ونرى ان الله سبحانه وتعالى يصر على اكرام خليله ابراهيم وعلى تخليد ذكراه في الشعائر الدينية كقوله تعالى (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى). بل إن معظم شعائر الحج ما هي إلا إحياء لذكرى إبراهيم وآل بيته في الآخرين فالطواف حول الكعبة، والسعي بين الصفا والمروة، والنحر، ورمي الجمرات، والوقوف بمنى وغيرها هي أعمال أول من قام بها إبراهيم وآل بيته .

الإبنة: وكيف ذلك؟

الأب: الطواف حول الكعبة هو احياء لذكرى ابراهيم واسماعيل عندما بنوها ورفعوا قواعدها وطافوا حولها يدعون ربهم. والسعي بين الصفا والمروة وهما هضبتين كانت السيدة هاجر تسعى بينهما تبحث عن أي شيء تستطيع أن تقي نفسها وولدها عندما تركهما سيدنا ابراهيم في ذلك المكان. لذلك فالسعي هو احياء لذكرى السيدة هاجر وابنها اسماعيل. وكذلك أمر رمي الحصى عندما رجم ابراهيم الشيطان هناك والى ما هنالك من مناسك في موسم الحج كلها تدلنا على ابراهيم واهل بيته.

الأم: ونستنتج من هذا أن الإنسان إذا استسلم لأوامر الله وأطاعه، أحبه الله فإذا أحبه رفع مكانته وأعلى شأنه وأعزه ونصره وأيده.

الأب: وكان خليل الله سيدنا ابراهيم بليغ في الكلام والحجة، ولا يخجل من المطالبة بالبراهين ويصر عليها حتى من ربه حين طالبه بأن يريه برهانا على احياء الموتى، وإن كان هو مقتنع اقتناعا تاما بذلك انما اراد ان ترى عينه ويطمئن قلبه.

الأم: لبّى ابراهيم أمر الله تعالى أن يترك زوجته هاجر وابنه سيدنا إسماعيل عليه السلام في مكان لا زرع فيه ولا ماء ولا إنسان عند بيت الله المحرم، وامتثل لأمر الله تعالى راضيا صابرا وتحامل على قلقه و خوفه على زوجته وابنه وتركهما متوكلاً على الله تعالى واثقاً من رحمته راضياً بقضائه. وعندما سألته أمنا هاجر: هل هو موقع أمرك الله به ؟؟ فقال : نعم فقالت و بكل ثقة وإيمان: إذن لن يضيّعنا

الإبن: ما هذا الايمان يا أبي؟ وما هذه الثقة بالله ونبيّه؟

الأب: طبعا فهم جميعا آمنوا بقلوبهم وعقولهم ولم يترددوا لحظة في تنفيذ أمر جاء من الله بالوحي، أي أنهم لم يروا الله ولم يسمعوه منه مباشرة، بل بواسطة سيدنا ابراهيم فقالوا سمعنا وأطعنا. وهنا يبدأ سيدنا ابراهيم بدعاء خالص الى الله تعالى يقول تعالى في القرآن الكريم على لسان ابراهيم: ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ)

الإبنة: هذا البلد يعني مكّة اليس كذلك؟

الأب: أجل ولاحظي ايضا انه يتكلم بصفة الجمع عن اولاده (واجنبني وبني)

الإبنة: ولكن في ذلك الوقت لم يكن اسحاق قد ولد بعد.

الأب: تماما. لذلك نستطيع أن نستنتج ان هذا الدعاء قاله ابراهيم بوحي من الله تعالى حتى يحل بركته على مكة وابناء ابراهيم كما وعلى كل الوافدين الى مكة لانهم سيكونون فور دخولها في أمن وسلام. ويجوز ان يكون هذا ايحاء من الله بأنه سيكون له ولدا اسمه اسحاق لاننا نراه بعد ذلك يقول (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ)

الإبنة: الله أكبر، هذا صحيح.

الأم: بدأ سيدنا ابراهيم الخليل بأن دعا ربه بأن يجعل هذا المكان آمناً للبشر كلهم. وكان الرد الإلهي بأن جعل هذا البيت أمناً وأمانا لمن يؤمه إلى يوم الدين فقال تعالى:(ومن دخله كان آمناً ) فقد حرص عليه السلام قبل أن يفكّر بهمّه الفردي وهمّ عائلته التي تركها بلا مأوى ولا طعام أو شراب بأن يطلب من الله أن يعصمه وبنيه عن عبادة الاصنام بمعنى ان يثبّت الله ايمانهم في قلوبهم.

الإبنة: الله أكبر ما هذا الانسان المثالي.

الأم: لقد كان همّه الاول هوالتوحيد، عبادة الله تعالى وحده، و يخشى على نفسه وعلى ذريته من الشرك ويدعو الله تعالى أن يجنّبه وذرّيته عبادة الأصنام 

الابنة: يا له من حرص عظيم و خشية رائعة على دين الله تعالى وعلى عقيدة التوحيد.

الأب: ويتابع سيدنا إبراهيم دعاءه فيقول الله تعالى على لسان نبيه الكريم(رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) فمن تبع عقيدة التوحيد فقد عرف الطريق ونجا أمّا من عصى و تكبّر عن الحق فرحمة الله واسعة و سيغفر له لو تاب و عاد إلى رشده.

الإبن: يا ربي ما هذه السماحة – انه فعلا أوّاه حليم.

الأم: و بعد أن دعا سيدنا إبراهيم بأمن مكة المكرمة و بالحرص على عقيدة التوحيد نراه يشكو إلى الله الكريم العظيم همّه الفردي دون وبأسلوب رائع جدا ( رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) 

الابنة: الله الله ... ما هذا الاسلوب الرقيق و الأدب الرفيع في الدعاء. انه يفوّض أمر أسرته إلى الله تعالى بكل ثقة وصبر وإيمان وهمّه أن يقيموا الصلاة عند بيت الله المحرم و يدعو الله تعالى أن يجعل قلوب الناس تهوى هذا المكان و تتلهف لزيارته ويقيمون الصلاة فيه ويرزقهم فيه.

الإبن: سبحان الله فدعاء سيدنا إبراهيم مجاب إلى اليوم و إلى الأبد فقلوبنا جميعا تشتاق وتهوي لبيت الله الحرام و تتلهف لزيارته و الطواف حوله و الصلاة هناك في أطهر بقاع الأرض

الأب: ربنا لا تحرمنا هذه النعمة واقسم لنا ان نزور بيتك ونحج اليك انّك أنت السميع المجيب.

الجميع: آمين يا ربّ العالمين.

الأب: ثم يدعو الخليل ربه بأن يرزق أهله وذريته من ثمراته ونعمه. وانظروا إلى أدبه وفكره عندما ختم دعاءه بقوله لعلهم يشكرون فجعل الغاية من طلب الرزق شكر الله على نعمه، فالشكر من أهم أسس العبادة و طرق النجاة و الفلاح في الدنيا و الآخرة و علينا كلما طلبنا من ربنا الرزق أن نبدأ ونختم بحمد الله وشكره.

الجميع: الحمد لله رب العالمين

الأم: وخليل الله شديد الثقة بأن الله واسع عليم (رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ) وهو مطلّع على حال عباده وعلى همومهم ولا يخفى عليه أمرهم و يعلم السر والعلن وما خفي وما ظهر.

الإبنة: لا اله الا الله، لقد دمعت عيناي من رهبة مشهد هاجر واسماعيل ومن دعاء سيدنا ابراهيم. فمهما كان هو انسان والخوف يدركه مهما كان ايمانه شديدا ولو كان نبيا يوحى اليه.

الأب: صحيح ... ولكن مع كل هذا الخوف و القلق و الألم لا ينسى الخليل عليه السلام أن يحمد ربه في كل حال وكل حين على نعمه الكثيرة ومنّه وكرمه وفضله  أثناء الكرب (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ).

الأم: يحرص سيدنا ابراهيم الخليل عليه السلام على أن يكون مقيما للصلاة مطيعا لأوامر الله تعالى دائماً هو وذريته من بعده ويسأل الله تعالى القبول والإجابة (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ)

الأب: ويختم ابراهيم عليه السلام دعاءه بملمح في غاية الروعة والأهمية فلم يكتف بالدعاء أن يغفر الله لوالديه بل شمل دعاءه كل المؤمنين فطلب لهم العفو والغفران (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ)

الإبن: ما هذا يا والدي، والله لقد ثبتت محبة هذا النبي في قلبي، انه ليس أبو الانبياء فقط بل أبو المؤمنين.

الأب: أحسنت. فإن كرم سيدنا ابراهيم الخليل في الدعاء جعله يدعو لنا جميعا و ليس لنفسه فقط فيضيف كلمة المؤمنين ليكون دعاؤه شاملاً لكل مؤمن إلى يوم القيامة... انه حقا أبو المؤمنين.

الأم: بدأ إبراهيم الخليل دعوته المباركة منادياً بعقيدة التوحيد، فبدأت المواجهة وأعرض الناس عن الدعوة خوفاً من ملكهم النمرود وجهلاً أحياناً بالحقائق والمصائر، وأحياناً أُخرى سفاهةً منهم وطيشاً وعناداً: (ومَن يَرغبُ عن مِلّةِ إبراهيمَ إلاّ مَن سَفِهَ نفسَه، ولقد اصطَفَيناه في الدنيا وإنّه في الآخرةِ لَمِن الصالحين).
الأب: ولمّا احتدم الموقف بين الخليل والنُّمرود، أصرّ هذا الطاغية واستكبر وعتا، حتّى قرّر إحراق إبراهيم نبيّ الله والقضاء على دعوته. ولكن الله حماه من نار النمرود وجعلها بردا وسلاما عليه بمعجزة اراد بها الله ان يليّن قلوب الكفّار كي يتبعوا نبيهم، ولكنهم ظلّوا في طغيانهم يعمهون. عندها قال عليه السّلام: (إنّي مُهاجِرٌ إلى ربّي).

الأم: هاجر سيدنا ابراهيم الخليل عليه السّلام أوّلَ ما هاجر إلى "أُور" وهي مدينة كانت عاصمة سومرية قديمة موقعها اليوم غير موجود ولكنها كانت بالقرب من مدينة الناصرية جنوب العراق. وقد استقر فيها مدة ويقال انه ولد فيها من قبل فعاد اليها ليطلق منها دعوته التوحيدية ودينه الحنيف. 

الأب: ولكن لم تلبي تلك البلدة دعوته، فهجرها متّجهاً إلى فلسطين هو والذين آمنوا معه، وصحبته رفيقة دربه زوجته سارة، وانضمّ اليه في رحلته الإلهيّة سيدنا لوط عليه السّلام، مواصلاً سيره نحو أرض الشام، أرض كنعان، ليستقرّ في بلدة السبع بفلسطين؛ ويرسم من هناك أغنى فصول التاريخ في حياة البشريّة.

الأم: ويبني هناك مسجداً للذِكر والعبادة ودعوة الحقّ، ويتّخذ فيها بئراً معينةً للخصب والطهارة والحياة لتُسمّى فيما بعد "بئر السبع". لكنّ أهل هذه البلدة لم يَعرفوا قَدْر إبراهيم، ولم يشكروا الله على نعمة حلوله بينهم، فآذَوه وضيّقوا عليه، فتركهم ورحل، ورحلت البركات عنهم معه، وجفّت تلك البئر الفيّاضة.. وواصل إبراهيم مسيره إلى بلدة القَطّ بين الرملة وإيليا بالشام وعاش مع سارة وهاجر في بيت متواضع هناك.

الأب: ودبّت الشيخوخة نحو الزوجة الصالحة سارة ولم تنجب لزوجها ولدا، فعَرَضَت سارةُ جاريتها في لفتة نبيلة على إبراهيم، لعلّ الله تبارك شأنه أن يهب من هاجر ذريّة النبوّة.

الأم: وجاء دور هاجر، فحملت نطفة النبوّة المقدّسة، ونما في أحشائها جنين طيّب ينتظره سيدنا ابراهيم الخليل بفارغ الصبر.. وتظهر على هاجر علامات الحمل، فتخشى تحسّسَ سارة، فتتّخذ لنفسها منطقاً حزاماً تتمنطق به؛ لتُخفيَ أثر الجنين. ويروى أن أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل، اتخذت منطقاً لتخفى أثرها على سارة.

الإبنة: يا ألله ما أجمل هذه الانسانة وما أرق شعورها وأحاسيسها.

الأم: وتمرّ الأيّام.. ويكتمل الجنين.. ويولد سيدنا إسماعيل.

الأب: عندما كان أهل حرّان يعبدون الكواكب والأصنام، اختار الله الصبي ابراهيم ليؤتيه رشده من بين كل الانام، (وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ) أي كان أهلاً لذلك. وكان أول دعوته لأبيه، وكان أبوه ممن يعبد الأصنام، لأنه أحق الناس بإخلاص النصيحة له، كما قال تعالى:(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً - إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً). فذكر تعالى ما كان بينه وبين أبيه من المحاورة والمجادلة، وكيف دعا أباه إلى الحق بألطف عبارة، و بيـَّن له بطلان ما هو عليه من عبادة الأوثان التي لا تسمع دعاء عابدها.

الأم: ثم قال منبّهاً على ما أعطاه الله من الهدى، والعلم النافع، وإن كان أصغر سناً من أبيه: (يَاأَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً) أي: مستقيماً، واضحاً، سهلاً، حنيفاً، يفضي بك إلى الخير في دنياك وأخراك.

الابن: يا الله ... هذا دليل على ان سيدنا ابراهيم كان عالما فيلسوفا رشيدا راجح العقل منذ صغره!

الأب: صحيح .... ولكن والده ابى النصيحة وهدد ابنه ابراهيم وتوعّده. (قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَاإِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً) أي سأرجمك بالحجارة فاغرب عني وابتعد لأني لا أريد أن أراك لفترة طويلة من الزمن.

الأم: فعندها قال له إبراهيم: (سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً) أي: سوف لا يصلك مني مكروه، ولا ينالك مني أذىً، وزاده بأن أخبره انه سيستغفر له ربه. وقد استغفر له إبراهيم عليه السلام كما وعده في أدعيته، فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه كما قال تعالى: (وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ).

الأب: ثم نهى سيدنا ابراهيم أهل المدينة عن الاصنام التي كانوا يعبدونها، وناظرهم في عبادتها وكسرها عليهم، وأهانها وبين بطلانها، كما قال تعالى: (وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ). وقال في سورة الأنبياء: (وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ - إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ).

الأم: يخبر الله تعالى عن إبراهيم خليله عليه السلام، أنه أنكر على قومه عبادة الأوثان، وحقّرها عندهم وصغّرها وتنقّصها، فقال: (مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ) أي: معتكفون عندها وخاضعون لها. (قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ). فلم يجدوا حجة يحاجون بها نبي الله الا حجتهم ان ابائهم كاوا يعبدونها. (قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ  أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ  قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ) 

الأب: (قَالَ بَل رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ) فكانت حجة ابراهيم اشد واقوى اذا بين لهم ان الله هو من خلق السموات والارض وان اصنامهم لا تنفع ولا تضر ولا تقوى على شيء وانه يشهد على ذلك.

الأم:  وأقسم في قمة التحدي لهم ان يفعل فعلة باصنامهم بعد رحيلهم عن المكان (وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ). فلما خرجوا ذهب الى آلهتهم وقد وضعوا بينن أيديها أنواعاً من الأطعمة قرباناً إليها. فقال مختطبا الاصنام على سبيل التهكم والازدراء:: (أَلَا تَأْكُلُونَ - مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ) ثم بدأ بتحطيمهم ( فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ) فكسّرها بقدّوم في يده كما قال تعالى: (فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً) أي حطاماً.

الأب: (إِلَّا كَبِيراً لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ) قيل: إنه وضع القدوم في يد أكبر الاصنام حجما. فلما رجع القوم ووجدوا ما حل بأصنامهم (قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ).

الأم: (قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ) أي يعيب الاصنام ويسبّها ويزدريها ويحقّرها. (قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ) أي يريدون استجوابه على رؤوس الأشهاد، فيسمعون كلامه، ويعاينون ما يحل به من قصاص.

الأب: وكان هذا أكبر مقاصد الخليل عليه السلام أن يجتمع الناس كلهم فيقيم على جميع عبّاد الأصنام الحجة على بطلان ما هم عليه. فلما اجتمعوا وجاؤوا به كما ذكروا، (قَالُوا أأنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَاإِبْرَاهِيمُ - قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا..) أشار الى الصنم الكبير متهما اياه تهكّما بأنه هو الذي حطّم بقية الاصنام. وتحدّاهم أن يسألوا الاصنام المحطمة ايضا تهكما وسخرية (فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ) وإنما أراد بقوله هذا، أن يبادروا إلى القول بأن هذه لا تنطق، فيعترفوا بأنها جماد كسائر الجمادات.

الأم: (فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ) أي: فعادوا على أنفسهم بالملامة لانهم تركوها دون حراسة. ثم انتبهوا فقالوا (لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ) أي: لقد علمت يا إبراهيم أن هذه لا تنطق، فكيف تريد أن نسألها؟ فعند ذلك قال لهم الخليل عليه السلام: (قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَلَا يَضُرُّكُمْ - أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)

الإبن: الله أكبر لقد أعجزهم بالمنطق والحجج.

الأب: (قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَاناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ - فَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ) فعندما غلبهم بالمناظرة عدلوا عن الجدال ولم تبقَ لهم وسيلة غير استعمال قوتهم وسلطانهم (قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ) فأمروا بقذفه الى النار بغية حرقه عقابا له على تحطيم اصنامهم وتشهيره بها. 

الأم: ( قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ ) فأمر الله النار ان تكون باردة على ابراهيم وسلاما على بدنه فظل في النار فترة لا يحترق بنارها ولا يتأثر بلهيبها وهم يشاهدون ذلك ويعجبون. (وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ). فانقلب السحر على الساحر وباتوا في غم لا يطاق.

الأب: تأمّلوا في كلمتي بردا وسلاما. ما اروع بلاغة ربي وما أروع حكمة ربي. لقد أمر الله النار أن تبرد على بدن ابراهيم ولا تحرقه وأمرها في نفس الوقت أن لا يؤذي برد النار جسمه. أهناك أروع وأعظم وأبلغ من هذا الكلام.

الجميع: لا والله الاّ كلام الله

الأب: يروى أنهم شرعوا يجمعون حطباً من جميع ما يمكنهم من الأماكن، ثم عمدوا إلى ساحة واسعة وضعوا فيها الحطب، وأشعلوا فيه النار، فلما تأججت وضعوا إبراهيم عليه السلام في كفة منجنيق صنعه لهم رجل يقال له هزن، وكان أول من صنع المنجانيق قيل ان الله خسف به الأرض بعد ذلك. ثم أخذوا يقيدون سيدنا ابراهيم ويكتفونه بالمنجنيق والقوه الى النار وهو لا يفتر عن قول لا إله إلا أنت سبحانك، لك الحمد ولك الملك، لا شريك لك.

الأم: يروى أنه لما ألقي إبراهيم في النار قال: اللهم إنك في السماء واحد، وأنا في الأرض واحد أعبدك. فظهر له جبريل في السماء وقال له: ألك حاجة تسألها؟ فقال: أمّا إليك فلا. فحاجتي عند الله وحده. فكان أمر الله أسرع من لهيب النار. (قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ)

الإبنة: يا ربي ما أجمل سيدنا ابراهيم، حتى في عزّ محنته لا يريد ان يسأل العون الا من الله تعالى.

الإبن: سبحان الله على ايمان هذا النبي الكريم.

الأم: ولولا أن الله قال: (وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ) لأذى إبراهيم بردها. وقيل لم يحرق منه سوى وثاقه. وأن جبريل عليه السلام كان معه يمسح العرق عن وجهه، لم يصبه منها شيء غيره.

الأب: ويروى انه كان معه أيضاً ملك الظل، وصار إبراهيم عليه السلام وحوله النار، كأنه في روضة خضراء، والناس ينظرون إليه لا يقدرون على الوصول إليه، ولا هو يخرج إليهم، حتى قال أبوه لما رأى ولده على تلك الحال: نعم الرب ربك يا إبراهيم.

الأم: أما مناظرة إبراهيم الخليل مع الملك النمرود الذي ادّعى الربوبية وهو أحد العبيد الضعفاء، فكانت خير دليل على قوة حجة ابراهيم وضعف حجة الكفار. قال الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ). يذكر تعالى مناظرة خليله مع هذا الملك الجبار المتمرد الذي ادعى لنفسه الربوبية، فأبطل الخليل عليه دليله، وبيّن كثرة جهله، وقلّة عقله، وألجمه الحجة، وأوضح له طريق المحجة. ولما دعاه إبراهيم الخليل إلى عبادة الله وحده لا شريك له حمله الجهل والضلال على إنكار وجود الله تعالى، فحاجّ إبراهيم الخليل في ذلك وادعى لنفسه الربوبية.

الأب: فلما قال الخليل: (ربي الذي يحي ويميت قال: أنا أحي وأميت). يعني أنه إذا آتى بالرجلين قد تحتّم قتلهما، فإذا أمر بقتل أحدهما، وعفا عن الآخر، فكأنه قد أحيا هذا وأمات الآخر.

الأم: قَال: (فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ) أي هذه الشمس مسخّرة كل يوم تطلع من المشرق كما سخّرها خالقها ومسيرها وقاهرها. فإن كنت كما زعمت من أنك الذي تحي وتميت فأت بهذه الشمس من المغرب فإنّ الذي يحي ويميت هو الذي يفعل ما يشاء فإن لم تفعله فلست كما زعمت. فبيّن ضلاله وجهله وكذبه، ولم يبق له كلام يجيب الخليل به بل انقطع وسكت. ولهذا قال: (فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).

الأب: يروى أن النمرود تحدّى الله العزيز الجبار وأجمع جيشه لمنازلة الله، وكان ذلك وقت طلوع الشمس فأرسل الله عليه ذباباً بحيث لم يروا عين الشمس وسلّطها الله عليهم، فأكلت لحومهم ودمائهم وتركتهم عظاماً باديةً. والله أعلم.

الابنة: وكيف كانت قصة بناء الكعبة؟

الأب: بدأت هذه القصة عندما ترك إبراهيم زوجته هاجر وابنه اسماعيل في ارض مكة، ورفع يديه فقال: (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ). ثم جاء بعد ذلك بسنوات لزيارة ابنه فرآه جالسا يبري نَبْلاً له فقال: يا إسماعيل إن الله أمرني بأمر، قال: فاصنع ما أمرك به ربك، قال: وتعينني؟ قال: وأعينك. قال: فإن الله أمرني أن أبني هاهنا بيتاً، وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها.

الابنة: الطاعة العمياء... لم يسأله حتى عن ماذا يتكلّم!

الأم: قال فعند ذلك رفعا القواعد من البيت، فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة، وإبراهيم يبني حتى إذا ارتفع البناء، جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام عليه، وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة، وهما يقولان (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).

الأب: لقد أثبت الله نبوة سيدنا ابراهيم ورسالته في مواطن عديدة من الكتاب العزيز، وشهد له بأنه كان أمّة قانتاً لله حنيفاً. قال تعالى: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ - شَاكِرًا لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ - وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ).
الأم: ولما بلغ عمر إبراهيم عليه السلام (175) سنة ختم الله حياته في أرض فلسطين، ودفن في مدينة الخليل حبرون وكان اسمها في الأصل قرية أربع، في المغارة المقام عليها الآن مقام الخليل عليه الصلاة  والسلام، وتعرف بمغارة الأنبياء. وقيل انه اختتن وهو ابن ثمانين سنة، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اختتن إبراهيم النبي وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم".

الأب: بلغ سيدنا ابراهيم منزلة النبوة والرسالة باصطفاء الله له، وإنزال الصحف عليه المسماة "بصحف إبراهيم". وارتقى إلى أعلى مراتب الإِيمان وأكرمه بأن جعل في ذريته النبوة والكتاب من بعده، فجميع الأنبياء والرسل من بعده كانوا من ذريته. أما لوط عليه السلام فإنه كان معاصراً له، على أن إبراهيم كان عمه فيمكن دخوله في عموم الذرية.

الأم: وعظّم الله درجته عند جميع المؤمنين فقال ابن عباس: "اجتمعت نصارى نجران وأحبار يهود المدينة عند النبي فتنازعوا أمر إبراهيم، كل ينسبه إليه، فأنزل الله: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالإِنْجِيلُ إِلا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ. هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ. مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ . إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ).

الأب: لقد وضحت الصورة في هذه الآية، بأن سيدنا ابراهيم كان حنيفا مسلما، وأن اولى الناس به الذين اتبعوه مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم. والله ولي الناس جميعا.

والى الغد انشاء الله مع نبي ورسول آخر من أنبياء ورسل الله.

سامي الشرقاوي

ليست هناك تعليقات: